مفردة Rhino تعني الأنف و plasty تعني التشكيل والتعديل، إذن مصطلح رينوبلاستي Rhinoplasty يعني تعديل تشوهات الأنف وتطلق عليه أسماء عديدة مثل: جراحة الأنف، جراحة تجميل الأنف، جراحة الأنف البلاستيكية، تصغير الأنف، سبتورينوبلاستي وغيرها. يعتقد الدكتور منافي أن الأشخاص الذين يعانون من الشكل غير المناسب للأنف مثل مثل الأنف الكبير، انحراف في مظهر الأنف، عدم تناسق الأنف، عدم التناسب في الأنف، انسداد الأنف، التشوهات الخلقية أو الناتجة عن عملية جراحية أو حادث أو لأي سبب آخر، ويشكون كثيراً من هذه المشاكل، مرشحون للخضوع لجراحة تجميل الأنف.
جراحة تجميل الأنف لا تعني بالضرورة تصغير الأنف فقط وبأي ثمن. إن تصغير الأنف وجعله متناسباً من وجهة النظر العلمية لدى السيدات (Reduction Rhinoplasty) هدف نهائي بينما يعتبر لدى الرجال و الأشخا ذوي الأنف اللحمي والجلد السميك هدفاً غائياً رغم أنه يتم تغصير بعض الأجزاء وتغيير بعضها الآخر وحتى تقويتها (Balancing Rhinoplasty).
مضت حتى الآن 130 سنة منذ أن أجريت أول عملية تجميل أنف حديثة. وخلال هذه الفترة خضعت الجراحة للتغيير، وحققت الكثير من النجاح وطالما كانت تمضي نحو التقدم. تسارع هذا التقدم كثيراً في العقود الثلاثة الأخيرة بشكل كبير وخاصة منذ عشرين عاماً حيث حلت تقنية Open محل طريقة close حيث ازدادت نسبة الدقة والكمال (perfection) وإمكانية معرفة النتيجة (predictability) وقلت الحاجة إلى التعديلات والجراحات الثانوية.
في مرحلة من المراحل تراجعت جراحة تجميل الأنف كثيراً وخاصة في إيران ولجأ بعض الجراحين إلى الطرق التقليدية القديمة وكان أغلبهم يقوم بتصغير الأنف، وهذا ما جعل هذا النوع من الجراحة يصل إلى نتائج سيئة انعكست على شكل أنوف قصيرة جداً وصغيرة وغير متناسبة مع الوجه مما جعل الكثير منها في حاجة إلى التعديل وهذا ما جعل الأمر أكثر تعقيداً.
يترافق هذا النوع من الجراحات المخربة في الأشهر الأولى بمظهر سيء بسبب التورم، وينتهي هذا الأمر بعد عدة سنوات على شكل تشوهات كما وضحنا أعلاه، وخاصة في الأنوف اللحمية ذات الجلد السميك، حيث تظهر هذه التشوهات أكثر.
إن تصغير الأنف بشكل مفرط وتغيير الشكل الأساسي وجعل زوايا الأنف حادة (facial incongruity ) أمر مرفوض في الأوساط العلمية بالنسبة لوجه فرد شرقي. إن أغلب المرضى والمواطنين الذين يذهبون إلى أوروبا و أمريكا و كندا لأجل جراحة تجميل الأنف، وكذلك الأفراد ذوو المستوى العلمي العالي وأفراد الأسر العريقة جميعهم يطلبون أنوفاً جميلة ضمن الحدود الطبيعية والتي لا تؤثر سلباً على التنفس بحيث يبدو الأنف طبيعياً وغير خاضع للجراحة. ولحسن الحظ فقد بدأت أعداد الأنوف الحادة والناقصة والتي تم تصغيرها بشكل مفرط بالتراجع بشدة وفقد الكثير من معجبيها. ربما لا تتعدى نسبة الأفراد الذين يرغبون بأنف صغير جداً بذروة إلى الأعلى أو بشكل مقوس 1 بالألف.
وأنا أعرف أن أزواج وأسر أزواج الكثير من المرضى المتزوجين الذين يراجعونني لا يعرفون بأنهم خضعوا لجراحة التجميل في الأنف أو في أماكن أخرى من الوجه، والذين لا يتحدثون عن الجراحة التي خضعوا لها فلا حاجة لديهم للقلق من آثار الجراحة على الوجه والجسم.
إن زيادة مستوى الوعي لدى المرضى يمنح كلاً منهم أنفاً متناسباً مع الوجه ويحفظ المستوى الطبيعي من القدرة على التنفس والديناميكية الطبيعية ويحول دون المظهر المصطنع للأنف والوجه.
ومما يجدر ذكره أن تصغير الأنف بشكل معتدل يجعله جميلاً وخاصة إذا كان الأنف كبيراً، هو هدف أساسي، لكن الطرق المفرطة لتصغير الأنف والتي تستأصل أجزاء من العظم والغضروف في وسط الأنف وذروته وحفرتيه وعدد الجراحين الذين يلجؤون إليها قد تناقص بشدة. إن هذا الاعتدال يتيح لنا التعريف بالطرق القياسية الإيرانية في مختلف أنحاء العالم والدفاع عن شهرة الجراحين التجميليين الإيرانيين.
دائماً ما يكون الدكتور منافي صريحاً مع مرضاه فيما يتعلق بتجميل الأنف ويعدهم بتحسين شكله ضمن الحدود المنطقية، ولا يعدهم بأي شيء خارج عن المألوف، ولذلك يفرح المرضى بعد العملية بمستوى أكبر مما كانوا يتوقعونه.
معظم المرضى يتظاهرون بأنهم لا يحبون الحديث عن عيوب الأنف والوجه لديهم وخاصة أمام مرافقيهم، بينما يعتبر المرضى أكثر الأفراد حرمة في هذا المجال ويحق لهم أن يعرفوا ما يتعلق بأنفهم ووجهم من حقائق. وينصح بالقدوم أول مرة دون مكياج لكي يظهر الوجه على ما هو في الحقيقة وفي الكثير من الأحيان تكون النتيجة النهائية في تعديل مشاكل الجلد أو هيكل الوجه بما في الذقن والخدين والعينين والجفنين وتحت الذقن والعنق والأذنين أو سائر الأجزاء الأخرى، مفرحة أكثر من تعديل عيوب الأنف.
الأمر التالي الجدير بالملاحظة هو أن أفضل تقدير للنتائج النهائية للعملية، يكون بعد سنة على الأقل من الجراحة ولا ينبغي الحكم بشكل متسرع. وهناك الكثير من المرضى يسعون للحصول على آراء الآخرين حول الأنف والوجه بعد الجراحة. ومن الواضح أن الآراء المعبر عنها غير احترافية بشكل عام وتعتمد على أساس طبائع الناس وذهنياتهم حيث تختلط فيها العقائد والعقد وتسبب الأذى والإزعاج للمرضى ولا ينصح بهذا النوع من استقصاء الآراء على الإطلاق. أنت أفضل من يحكم في هذه الحالة لأنكم على معرفة بالحالة السابقة لأنوفكم ولذلك يرجى الامتناع عن الأحكام المتسرعة. في كثير من الحالات، تؤثر عجلة المرضى على الجراحين الأقل خبرة، وفي حين أن الأنف لا يزال متورماً، يقومون بالجراحة الترميمية أو الترميم أو الحقن المتسرع وغير المبرر، وهذا ما ما يصب في ضررهم وضرر المريض، مما يسفر عن أضرار يكون التعويض عنها صعباً ومستحيلاً في بعض الأحيان.
إن الثبات الروحي والنفسي للمرضى في جراحة التجميل الأولية أو الثانوية من الشروط الرئيسية والمصيرية. عندما يكون المريض على معرفة بالمشاكل التي يعاني منها ويعرف ماذا يريد، فسوف يسهل الأمر كثيراً على الجراح وخاصة إذا كانت الشروط الفيزيائية للجلد والغضروف مقبولة نوعاً ما، ولكن عندما لا يعرف المريض ماذا يريد أو ما هي المشكلة التي يعاني منها، فسوف يصعب الأمر على الجراح كثيراً في اتخاذ القرار.
الدكتور علي منافي